کد مطلب:369772 شنبه 7 اسفند 1395 آمار بازدید:225

الدعاء الرابع و الاربعون
 (وَ کَانَ مِنْ دُعَائِهِ عَلَیْهِ السَّلَامُ إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ)




الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی هَدَانَا لِحَمْدِهِ ، وَ جَعَلَنَا مِنْ أَهْلِهِ لِنَکُونَ لِإِحْسَانِهِ مِنَ الشَّاکِرِینَ ، وَ لِیَجْزِیَنَا عَلَی ذَلِکَ جَزَاءَ الْمُحْسِنِینَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی حَبَانَا بِدِینِهِ ، وَ اخْتَصَّنَا بِمِلَّتِهِ ، وَ سَبَّلَنَا فِی سُبُلِ إِحْسَانِهِ لِنَسْلُکَهَا بِمَنِّهِ إِلَی رِضْوَانِهِ ، حَمْداً یَتَقَبَّلُهُ مِنَّا ، وَ یَرْضَی بِهِ عَنَّا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَ مِنْ تِلْکَ السُّبُلِ شَهْرَهُ شَهْرَ رَمَضَانَ ، شَهْرَ الصِّیَامِ ، وَ شَهْرَ الْإِسْلَامِ ، وَ شَهْرَ الطَّهُورِ ، وَ شَهْرَ التَّمْحِیصِ ، وَ شَهْرَ الْقِیَامِ الَّذِی أُنْزِلَ فِیهِ الْقُرْآنُ ، هُدًی لِلنَّاسِ ، وَ بَیِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَی




وَ الْفُرْقَانِ فَأَبَانَ فَضِیلَتَهُ عَلَی سَائِرِ الشُّهُورِ بِمَا جَعَلَ لَهُ مِنَ الْحُرُمَاتِ الْمَوْفُورَهِ ، وَ الْفَضَائِلِ الْمَشْهُورَهِ ، فَحَرَّمَ فِیهِ مَا أَحَلَّ فِی غَیْرِهِ إِعْظَاماً ، وَ حَجَرَ فِیهِ الْمَطَاعِمَ وَ الْمَشَارِبَ إِکْرَاماً ، وَ جَعَلَ لَهُ وَقْتاً بَیِّناً لَا یُجِیزُ جَلَّ وَ عَزَّ أَنْ یُقَدَّمَ قَبْلَهُ ، وَ لَا یَقْبَلُ أَنْ یُؤَخَّرَ عَنْهُ . ثُمَّ فَضَّلَ لَیْلَهً وَاحِدَهً مِنْ لَیَالِیهِ عَلَی لَیَالِی أَلْفِ شَهْرٍ ، وَ سَمَّاهَا لَیْلَهَ الْقَدْرِ ، تَنَزَّلُ الْمَلَائِکَهُ وَ الرُّوحُ فِیهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ کُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ ، دَائِمُ الْبَرَکَهِ إِلَی طُلُوعِ الْفَجْرِ عَلَی مَنْ یَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ بِمَا أَحْکَمَ مِنْ قَضَائِهِ . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ أَلْهِمْنَا مَعْرِفَهَ فَضْلِهِ وَ إِجْلَالَ حُرْمَتِهِ ، وَ التَّحَفُّظَ مِمَّا حَظَرْتَ فِیهِ ، وَ أَعِنَّا عَلَی صِیَامِهِ بِکَفِّ الْجَوَارِحِ عَنْ مَعَاصِیکَ ، وَ اسْتِعْمَالِهَا فِیهِ بِمَا یُرْضِیکَ حَتَّی لَا نُصْغِیَ بِأَسْمَاعِنَا إِلَی لَغْوٍ ، وَ لَا نُسْرِعَ بِأَبْصَارِنَا إِلَی لَهْوٍ وَ حَتَّی لَا نَبْسُطَ أَیْدِیَنَا إِلَی مَحْظُورٍ ، وَ لَا نَخْطُوَ بِأَقْدَامِنَا إِلَی مَحْجُورٍ ، وَ حَتَّی لَا تَعِیَ بُطُونُنَا إِلَّا مَا أَحْلَلْتَ ، وَ لَا تَنْطِقَ أَلْسِنَتُنَا إِلَّا بِمَا مَثَّلْتَ ، وَ لَا نَتَکَلَّفَ إِلَّا مَا یُدْنِی مِنْ ثَوَابِکَ ، وَ لَا نَتَعَاطَی إِلَّا الَّذِی یَقِی مِنْ عِقَابِکَ ، ثُمَّ خَلِّصْ ذَلِکَ کُلَّهُ مِنْ رِئَاءِ الْمُرَاءِینَ ، وَ سُمْعَهِ الْمُسْمِعِینَ ، لَا نُشْرِکُ فِیهِ أَحَداً دُونَکَ ، وَ لَا نَبْتَغِی فِیهِ مُرَاداً سِوَاکَ . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ قِفْنَا فِیهِ عَلَی مَوَاقِیتِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ بِحُدُودِهَا الَّتِی حَدَّدْتَ ، وَ فُرُوضِهَا الَّتِی فَرَضْتَ ، وَ وَظَائِفِهَا الَّتِی وَظَّفْتَ ، وَ أَوْقَاتِهَا الَّتِی وَقَّتَّ وَ أَنْزِلْنَا




فِیهَا مَنْزِلَهَ الْمُصِیبِینَ لِمَنَازِلِهَا ، الْحَافِظِینَ لِأَرْکَانِهَا ، الْمُؤَدِّینَ لَهَا فِی أَوْقَاتِهَا عَلَی مَا سَنَّهُ عَبْدُکَ وَ رَسُولُکَ صَلَوَاتُکَ عَلَیْهِ وَ آلِهِ فِی رُکُوعِهَا وَ سُجُودِهَا وَ جَمِیعِ فَوَاضِلِهَا عَلَی أَتَمِّ الطَّهُورِ وَ أَسْبَغِهِ ، وَ أَبْیَنِ الْخُشُوعِ وَ أَبْلَغِهِ . وَ وَفِّقْنَا فِیهِ لِأَنْ نَصِلَ أَرْحَامَنَا بِالْبِرِّ وَ الصِّلَهِ ، وَ أَنْ نَتَعَاهَدَ جِیرَانَنَا بِالْإِفْضَالِ وَ الْعَطِیَّهِ ، وَ أَنْ نُخَلِّصَ أَمْوَالَنَا مِنَ التَّبِعَاتِ ، وَ أَنْ نُطَهِّرَهَا بِإِخْرَاجِ الزَّکَوَاتِ ، وَ أَنْ نُرَاجِعَ مَنْ هَاجَرَنَا ، وَ أَنْ نُنْصِفَ مَنْ ظَلَمَنَا ، وَ أَنْ نُسَالِمَ مَنْ عَادَانَا حَاشَی مَنْ عُودِیَ فِیکَ وَ لَکَ ، فَإِنَّهُ الْعَدُوُّ الَّذِی لَا نُوَالِیهِ ، وَ الْحِزْبُ الَّذِی لَا نُصَافِیهِ . وَ أَنْ نَتَقَرَّبَ إِلَیْکَ فِیهِ مِنَ الْأَعْمَالِ الزَّاکِیَهِ بِمَا تُطَهِّرُنَا بِهِ مِنَ الذُّنُوبِ ، وَ تَعْصِمُنَا فِیهِ مِمَّا نَسْتَأْنِفُ مِنَ الْعُیُوبِ ، حَتَّی لَا یُورِدَ عَلَیْکَ أَحَدٌ مِنْ مَلَائِکَتِکَ إِلَّا دُونَ مَا نُورِدُ مِنْ أَبْوَابِ الطَّاعَهِ لَکَ ، وَ أَنْوَاعِ الْقُرْبَهِ إِلَیْکَ . اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُکَ بِحَقِّ هَذَا الشَّهْرِ ، وَ بِحَقِّ مَنْ تَعَبَّدَ لَکَ فِیهِ مِنِ ابْتِدَائِهِ إِلَی وَقْتِ فَنَائِهِ مِنْ مَلَکٍ قَرَّبْتَهُ ، أَوْ نَبِیٍّ أَرْسَلْتَهُ ، أَوْ عَبْدٍ صَالِحٍ اخْتَصَصْتَهُ ، أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ أَهِّلْنَا فِیهِ لِمَا وَعَدْتَ أَوْلِیَاءَکَ مِنْ کَرَامَتِکَ ، وَ أَوْجِبْ لَنَا فِیهِ مَا أَوْجَبْتَ لِأَهْلِ الْمُبَالَغَهِ فِی طَاعَتِکَ ، وَ اجْعَلْنَا فِی نَظْمِ مَنِ اسْتَحَقَّ الرَّفِیعَ الْأَعْلَی بِرَحْمَتِکَ . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ جَنِّبْنَا الْإِلْحَادَ فِی تَوْحِیدِکَ ، وَ الْتَّقْصِیرَ فِی تَمْجِیدِکَ ، وَ الشَّکَّ فِی دِینِکَ ، وَ الْعَمَی عَنْ سَبِیلِکَ ، وَ الْإِغْفَالَ لِحُرْمَتِکَ ، وَ الِانْخِدَاعَ لِعَدُوِّکَ الشَّیْطَانِ




الرَّجِیمِ اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ إِذَا کَانَ لَکَ فِی کُلِّ لَیْلَهٍ مِنْ لَیَالِی شَهْرِنَا هَذَا رِقَابٌ یُعْتِقُهَا عَفْوُکَ ، أَوْ یَهَبُهَا صَفْحُکَ فَاجْعَلْ رِقَابَنَا مِنْ تِلْکَ الرِّقَابِ ، وَ اجْعَلْنَا لِشَهْرِنَا مِنْ خَیْرِ أَهْلٍ وَ أَصْحَابٍ . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ امْحَقْ ذُنُوبَنَا مَعَ امِّحَاقِ هِلَالِهِ ، وَ اسْلَخْ عَنَّا تَبِعَاتِنَا مَعَ انْسِلَاخِ أَیَّامِهِ حَتَّی یَنْقَضِیَ عَنَّا وَ قَدْ صَفَّیْتَنَا فِیهِ مِنَ الْخَطِیئَاتِ ، وَ أَخْلَصْتَنَا فِیهِ مِنَ السَّیِّئَاتِ . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، وَ إِنْ مِلْنَا فِیهِ فَعَدِّلْنَا ، وَ إِنْ زُغْنَا فِیهِ فَقَوِّمْنَا ، وَ إِنِ اشْتَمَلَ عَلَیْنَا عَدُوُّکَ الشَّیْطَانُ فَاسْتَنْقِذْنَا مِنْهُ . اللَّهُمَّ اشْحَنْهُ بِعِبَادَتِنَا إِیَّاکَ ، وَ زَیِّنْ أَوْقَاتَهُ بِطَاعَتِنَا لَکَ ، وَ أَعِنَّا فِی نَهَارِهِ عَلَی صِیَامِهِ ، وَ فِی لَیْلِهِ عَلَی الصَّلَاهِ وَ التَّضَرُّعِ إِلَیْکَ ، وَ الْخُشُوعِ لَکَ ، وَ الذِّلَّهِ بَیْنَ یَدَیْکَ حَتَّی لَا یَشْهَدَ نَهَارُهُ عَلَیْنَا بِغَفْلَهٍ ، وَ لَا لَیْلُهُ بِتَفْرِیطٍ . اللَّهُمَّ وَ اجْعَلْنَا فِی سَائِرِ الشُّهُورِ وَ الْأَیَّامِ کَذَلِکَ مَا عَمَّرْتَنَا ، وَ اجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِکَ الصَّالِحِینَ الَّذِینَ یَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِیهَا خَالِدُونَ ، وَ الَّذِینَ یُؤْتُونَ مَا آتَوْا وَ قُلُوبُهُمْ وَجِلَهٌ ، أَنَّهُمْ إِلَی رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ، وَ مِنَ الَّذِینَ یُسَارِعُونَ فِی الْخَیْرَاتِ وَ هُمْ لَهَا سَابِقُونَ . اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ ، فِی کُلِّ وَقْتٍ وَ کُلِّ أَوَانٍ وَ عَلَی کُلِّ حَالٍ عَدَدَ مَا صَلَّیْتَ عَلَی مَنْ صَلَّیْتَ عَلَیْهِ ، وَ أَضْعَافَ ذَلِکَ کُلِّهِ بِالْأَضْعَافِ الَّتِی لَا یُحْصِیهَا غَیْرُکَ ، إِنَّکَ فَعَّالٌ لِمَا تُرِیدُ .